responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية المؤلف : عمر عودة الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 116
والعناد والاستكبار، ولم يكونوا يصدرون في موقفهم ذلك عن أي أثارة من علم، أو مسكة من منطق، بل لم تكن لديهم شبهات يثيرونها، أو مسائل يناورون بها، وكل ما كانوا ينطلقون منه هو اتباع الآباء وتقليد الأجداد، والجمود على هذا الميراث الفاسد والركام التافه من أساطير الجاهلية وطوفان الوثنية.
أما موقف أعداء الإسلام من أهل الكتاب -وبخاصة اليهود- فلم يكن من حيث النتيجة يختلف عن موقف المشركين، وإن أخذ جحودهم وإعراضهم صورًا أخرى تتسم بالإفك والتزوير، ونشر الشبهات، وبث المفتريات، وقد كانوا متناسقين في خططهم الماكرة؛ وتشكيكهم وتآمرهم مع المشركين في عدائهم المكشوف، وأسلوبهم الأرعن.. لقد كان الفريقان يصدران عن نزعة واحدة هي الحقد العنيف والعداوة والبغضاء، ويساند بعضهم بعضا، ويتعاونون على الأثم والعداون.. ولم يختلف شأنهم اليوم عما كان عليه موقف من سبقهم من أعداء الأمس، إنهم -وإن تغيرت منهم الأسماء والسمات، والمذاهب والنزعات- الأعداء الألداء لنا ولدعوتنا، لايتفقون -إذا اختلفوا- إلا على حربنا وكراهيتنا، ومحاولة القضاء علينا.
3- ومن وقائع تاريخنا الإسلامي حول طابع العلاقات التي كانت قائمة بين الجماعة الإسلامية في بدء تكوين مجتمعها الفريد، وإقامة دولتها الفاضلة.. أن بعض المسلمين كانوا -انطلاقا من روحهم الطيبة، وسريرتهم الصافية، ووفائهم بعهدهم- ما يزالون مخدوعين بمن كان يعيش بين ظهرانيهم في تلك الفترة من مخالفيهم في الدين من اليهود وغيرهم.. ممن أظهر الموادعة والمسالمة، ودخل في ذمة المؤمنين، ولكن الحقيقة التي كشفت عنها الوقائع فيما بعد، ودلت عليها التجارب التي تشي بما تنطوي عليه النفوس.. أكدت أن هؤلاء المتظاهرين بالود

اسم الکتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية المؤلف : عمر عودة الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست