responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف ندعو الناس المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
وقد رأينا أن الفهم الواعي لحقيقة الإسلام، ما زال يعتريه النقص في قضيتين رئيسيتين من قضايا الإسلام، وهما قضية لا إله إلا الله، وقضية الشرعية، فضلاً عن قضايا أخرى سيأتي الحديث عنها فيما بعد، تتعلق بمنهج الحركة، أما التربية فشأنها أخطر، والنقص في مجالاتها أشد.
وإذا رجعنا إلى النشأة الأولى، فقد كان الهم الأكبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الفترة المكية هو تربية القاعدة على أسس متينة غاية في المتانة، راسخة شديد الرسوخ، فائقة من جميع المجالات: الإيمانية والأخلاقية، التصورية والسلوكية، الوجدانية والعملية.
وقد لا يتكرر جيل مثل جيل الصحابة رضوان الله عليهم إلى قيام الساعة - وإن لم يخل جيل من الأجيال من أفراد على ذلك المستوى الرفيع - ولكن يبقى موضع القدوة لنا في ذلك الجيل الفريد، أن القاعدة ينبغي أن تكون على أعلى ما هو متاح لها من إمكانات الرسوخ العقدي والسلوكي، وأعلى درجة في حدود طاقتها من التمثيل الصادق لحقيقة الإسلام، لأنه على أكتافها ستقوم الدعوة، وفي أشخاصها ستكون القدوة، وعلى جهدها يتوقف مردود الحركة في إزالة الغربة الثانية للإسلام، كما ألقى على عاتق الجماعة الأولى مهمة إزالة الغربة الأولى للإسلام.
وسنخصص لموضوع التربية فصلاً رئيسياً من فصول الكتاب، ولكن نقول هنا: إنه يجب علينا أن نعلم ابتداءً أن المطلوب للجولة الحالية - بالنسبة للقاعدة - ليس أي مستوى على علاته، إنما مستوى خاص؛ لأنها تقوم بمهمة خاصة، وتواجه عقبات من نوع غير عادي، وعداوة فذة في كيدها وتدبيرها، ومقدار الغل الذي تحمله في صدرها للإسلام. وليس أي مستوى يصلح لتلك المهمة العظيمة، ولا لمواجهة تلك العقبات وتلك العداوات.
وعلى الرغم من المشقة الواضحة في الوصول إلى المستوى المطلوب، فإنه أمر لا حيلة فيه ولا غنى عنه، والأمة - ممثلة في طليعتها - تدفع ثمن تقاعسها وتفلتها من حمل تكاليف هذا الدين، ذلك التقاعس الذي أوصلها إلى تداعي الأمم عليها كما تداعى الأكلة على قصعتها. ولابد من جهد غير عادي تبذله اليوم، يعوض شيئاً

اسم الکتاب : كيف ندعو الناس المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست