responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف ندعو الناس المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 189
إن الانفجارات الكبرى في التاريخ تحدث دائماً حين يشتد ضغط الطغاة على تيار صاعد! يشتد عليه الطغاة ليكبتوه، فيكون هذا الضغط ذاته هو الذي يولد الانفجار، ويكون الضحية فيه هم الطغاة.
والذي تفعله الصليبية الصهيونية اليوم - بحماقة - هو هذا الضغط الذي يولد الانفجار.
* * *
وبضربة قدر واحدة تتم ثلاثة أمور في وقت واحد.
يتم أولاً عقاب الأمة الإسلامية على ما فرطت في دين الله.
لقد حمل الله هذه الأمة أمانة لم يحملها لأمة سابقة في التاريخ، حين كرمها بأن تكون أمة خاتم الأنبياء، وجعل في حمل هذه الأمانة خيرية الأمة وفضلها على الأمم السابقة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران:110) . {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143) .
ولكنها غفلت حيناً من الدهر، ونسيت رسالتها لا تجاه البشرية فحسب، بل تجاه نفسها كذلك. عندئذ قدر الله لها أن تعاقب على يد أعدائها، كما أنذرها رسولها: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» . قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور أعدائكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن)) . قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال ((حب الدنيا وكراهية الموت» . (1)
وفي الوقت الذي قدر الله فيه عقاب الأمة على يد أعدائها، مكن لهؤلاء الأعداء في الأرض، حسب سنته فيمن نسوا ما ذكروا به. وليتم بشأنهم قدر آخر هو التدمير في الموعد المقدر عنه الله عقاباً لهم على إعراضهم وطغيانهم وتجبرهم، فضلاً عن القدر المقدر لهم يوم القيامة، والذي قال الله عنه: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ

(1) سبقت الإشارة إليه.
اسم الکتاب : كيف ندعو الناس المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست