responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف ندعو الناس المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 169
الواقع والمثال
من الواضح أن الواقع قد اختلف كثيراً عن المثال.
وقد استعرضنا من قبل بعض أسباب هذا الاختلاف بين الواقع الذي حدث بالفعل، والمثال الذي كان يجب أن تسير عليه الأمور، وبعض النتائج التي ترتبت على ذلك الاختلاف.
وهنا بعد أن فصلنا الحديث عن المنهج النبوي في إنشاء القاعدة الصلبة، ثم توسيع القاعدة بمعاونة القاعدة الصلبة، تحت إشرافه صلى الله عليه وسلم، نعود إلى شيء من التفصيل فيما حدث من افتراق بين الواقع والمثال.
التعجل هو الطابع العام للتحرك الذي قامت به الصحوة الإسلامية منذ قيامها.
هناك ابتداء تعجل في إنشاء القاعدة ذاتها.
لو كنا أخذنا منذ البدء فكرة صحيحة عن نوع الخلل الذي حدث في بنية الأمة، والذي نشأ عنه ما نشأ من غربة الإسلام بين أهله، وتداعي الأعداء على الأمة من كل حدث وصوب. وأخذنا فكرة صحيحة عن نوع الجهد المطلوب لإصلاح هذا الخلل الهائل في بنية الأمة. وأخذنا فكرة صحيحة عن الجهد الجبار الذي بذله الأعداء في التخطيط والإعداد لمحاولة القضاء على الإسلام، فقد كنا جديرين أن نتمهل كثيراً في الحركة، ولا نتعجل في المسير.
هل كانت المواصفات المطلوبة في القاعدة الصلبة واضحة في أذهاننا حين بدأنا الدعوة؟ هل كان واضحاً في أذهاننا أن توجيه الدعوة ((للجماهير)) قبل إعداد القاعدة قد يعرضنا لموقف صعب، حين تتدفق الجماهير بالشحن العاطفي، ثم لا تجد موجهين ومربين، لأننا لم نعد بعد الموجهين والمربين الذين يمكن أن يستوعبوا تلك الجماهير؟ وهل كان واضحاً في أذهاننا أن تجميع الجماهير بالشحن العاطفي

اسم الکتاب : كيف ندعو الناس المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست