responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 70
العلوم، فهي المؤهلة بشكل طبيعي لانطلاق حركات التضليل.

ولمع في ميادين الفلسفة أعلام التضليل الفكري، وظهرت عنهم طائفة من المذاهب الفكرية الفلسفية الباطلة المضللة.

ثمّ زحف المضللون من ميادين الفلسفة إلى مختلف ميادين العلوم الأخرى.
واتجهت جماهير أهل الفكر في الغرب إلى الفلسفة التقليدية بعد عزل الكنيسة، رجاء أن تسعفهم بالحل الشامل الذي يملأ فراغ الفكر والنفس والروح، والذي يقدّم المناهج العملية الصحيحة الوافية، والنظم الكفيلة بسعادة الأفراد والجماعات.

وكانت الفلسفة المثالية التي تتجه إلى مبدأ الإيمان بمصدرٍ أولٍ غيبي، عنه صدرت الأكوان، هي السائدة في الفلسفة التقليدية، وهي التي أخذ الغرب ينقّب فيها.

إلا أن الفلسفة التقليدية المثالية، قد عجزت عن تقديم الحل الشامل للمشكلات الفردية والاجتماعية، التي تسبب التوتر والقلق، وتدفع النفوس دفعاً عشوائياً لتقبل أية صيحة إنقاذ، وإن كانت في حقيقتها صيحة عدوٍّ مخادع منافق، ألقى شبكات الصيد الشيطانية الخبيثة، وأقبل في ثياب صديق غيور حريص على إنقاذ صديقه بعاطفة إنسانية نبيلة.

وهذا العجز في الفلسفة التقليدية المثالية، قد مهّد لقبول الفلسفة الماديّة التي ترى أزلية المادّة، وتنكر وجود أي شيء وراءها. وتبعد فكر الإنسان ونفسه عن تصورات مسؤوليته عن أعماله في الحياة، تجاه قوة غيبية عليمة حكيمة، وتوهمه بأنه حر في أن يفعل ما يشاء، ويختار ما يشاء، ويضع لحياته وأنواع نشاطاته فيها المنهج الذي يشاء، دون خوف من حساب على أعماله واختياراته، ودون خوف من جزاء.

إنه منذ عهود الحضارات القديمة الإغريقية والرومانية، حتى العشرين، والمفكرون والفلاسفة والباحثون من العلماء، يتأرجحون بين

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست