وهذا المثال الثاني كافٍ أيضاً لنقض كل عناصر المبدأ السادس من مبادئ الماركسية.
ففكرة التراكم المقررة في المبدأ فكرة منقوضة، ذلك لأن الأحياء تخضع لنظام المقادير المحددة سواء في جواهرها وأعراضها، ولا تخضع لفكرة التراكم الكمي.
وفكرة التطور السريع المفاجئ المقررة في المبدأ الماركسي منقوضة أيضاً، لأن الأحياء تسير وفق نظام البناء المتدرج، لا وفق التطور السريع المفاجئ.
وفكرة الارتقاء المقررة في المبدأ الماركسي على أنها قانون شامل عام، فكرة لا تصلح لأن تكون مبدأً عاماً، فعمومها منقوض، وذلك لأن تطور الأحياء ليس حركة ارتقائية دائماً، بل قد تكون حركة إلى الأدنى أو إلى المساوي.
فالتعميم المدعى في المبدأ تعميم باطل.
وأخيراً أؤكد أن الأمثلة الناقضة لهذا المبدأ السادس من مبادئ الماركسية كثيرة جداً.
الكاشف السابع: حول المبدأ السابع من مبادئ الماركسية، المتعلق بتاريخ المجتمع البشري، والمتضمن أن تغيرات المجتمع، وجميع ظواهره، وأنماط حياة الناس فيه، تتعلق بأسلوب الإنتاج، وتكون نابعة منه، ومشروطة به، وأن تاريخ المجتمع البشري لا بد أن يمر حتماً بالمشاعية الابتدائية، فالرق، فالإقطاع، فالرأسمالية، فالاشتراكية، فالشيوعية الأخيرة التي تختفي فيها الطبقات.
في هذا المبدأ من مبادئ الماركسية مغالطتان:
المغالطة الأولى: هي في جعل تغيرات المجتمع، وجميع ظواهره وأنماط سلوكه، هي من آثار أسلوب الإنتاج. مع أن وقائع التاريخ البشري تشهد بأن أسباباً كثيرة، غير أسلوب الإنتاج، قد كان لها تأثير عظيم