والحياة كذلك وظيفة من وظائف المادة متى وصل تركيبها إلى وضع خاص.
والدماغ لا يؤدي وظيفته العليا إلا إذا عاش صاحبه في مجتمع إنساني، وكانت المصطلحات اللغوية سائدة فيه.
فبالاصطلاحات اللغوية تتجرد المعاني في الذهن، ويتميز فيه بعضها عن بعض، وبذلك يستطيع بناء الأحكام واستخراج النتائج، فاللغة هي روح الفكر.
المبدأ الخامس: كل الأشياء وحوادثها تحوي تناقضات داخلية، وبوساطة الصراع بين المتناقضات تحدث التغيرات الارتقائية حتماً، وفق نظام جدلية هيجل، وآراء النشوء والارتقاء الداروينية.
والصراع بين المتناقضات والأضداد يستلزم وحدتها، واجتماعها متزاحمة في الشيء الواحد والوقت الواحد، وهذا الصراع القائم بينها ضمن وحدتها يدفع بها إلى التطور، غذ هو السبيل الوحيد لحل التناقض القائم بينها.
وهكذا تسير حركة الصراع التي يتولد عنها التغير الصاعد، وفي حركة الصراع تتبادل الأسباب والنتائج مواقعهما، فما يكون في بعض الظروف سبباً يصبح في ظروف أخرى نتيجة، والعكس بالعكس.
المبدأ السادس: إن حركة التطور هي تغير ينتقل من تغيرات كمية تتراكم إلى تغيرات كيفية، بشكل سريع وفجائيّ وارتقائي من حالة أدنى