الذي هو من لوازم حكمته وعدله، مع أن الأدلة الاستنباطية الترجيحية هنا - إن رُفِض اعتبارها يقينية- أقوى بكثير من التخيلات الأخرى، التي يفسر بها الملحدون نشأة الكون وتطوره، ونشأة الحياة وتطورها؟!
هنا تظهر عقدة الهوى والتعصب ضد الدين، عند "رسل" وعند سائر الملحدين.
وهذا التعصب لديهم، لا تدعمه أية أدلة مرجّحة لقضية الإلحاد، بل ليس للإلحاد في الحقيقة أي دليل، غير مجرد سفسطات وتخيلات تقوم في رؤوس أصحابها فقط.
إن التفسير البديل لقضية الإيمان بالخلق الربّاني إنما هو فرضية الارتقاء الذاتي، وأزلية المادة.
أما أزلية المادة فقضية مرفوضة علمياً ومنطقياً.
وأما الارتقاء الذاتي فيعبّر عنه "السير آرثر كيث" - كما سبق - بقوله:
"الارتقاء غير ثابت، ولا يمكن إثباته، ونحن نؤمن بهذه النظرية لأن البديل الوحيد هو الإيمان بالخلق الخاص المباشر، وهو أمرٌ لا يمكن حتى التفكير فيه".
لكن: لماذا لا يمكن التفكير فيه؟
والجواب الوحيد: لأنه لا يسمح له هواه بأن يعترف بالله الخالق، وبأن يخضع له بعد ذلك خضوع العبادة والطاعة.
فتمرده وتمرد نظرائه الملحدين إنما هو تمرد المستكبرين المعاندين، أو تمرد طالبي الفجور في الأرض، دون أن يشعروا بأن فوقهم رقيباً محاسباً، عزيزاً حكيماً.