"حتى المعرفة التي تمدنا بها علوم الطبيعة لا تعدو أن تكون مجرد معرفة احتمالية".
ثانياً: رفض "رسل" مثالية "هيجل" كلها رفضاً قاطعأً، وادعى أن العالم الواقع يتألف من مجرد معطيات حسية تترابط فيما بينها بواسطة علاقات منطقية صرفة. وزعم أن المادة وإن كان لها وجود واقعي ملموس، فمن المستحيل إدراكها إدراكاً مباشراً.
ومضى "رسل" في بلورته لنظريته في المعرفة دون أن يخرج بها عن النظرية الأفلاطونية الكلاسيكية، بيد أنه ينتهي فيما بعد إلى التسليم بعجزه عن تقديم حلول قاطعة لمشكلة المعرفة في جملتها، نظراً إلى ما يكتنف تلك المحاولة في رأيه من صعوبات جمة، فنراه يقترب من الموقف نفسه الذي انتهت إليه الوضعية قبله.
واعترف "رسل" بأن آراءه في علم النفس قد جاءت مغرقة في نزعتها المادية، ومع ذلك فإنه لم يتبنَّ وجهة نظر مادية خالصة في هذا المجال.
ثالثاً: ذهب إلى اعتبار الإنسان جزءاً لا قيمة له بين أجزاء الطبيعة. وزعم أن العقل الإنساني خاضع للقوانين الطبيعية، إذ اعتبرها متحكمة في جميع ضروب الفكر.
وزعم أن العلم الذي يشكل المصدر الوحيد لمعرفتنا، لا يمكن أن يفسح مجالاً للاعتقاد بوجود الله، أو بخلود النفس.
وزعم أن فكرة الخلود فكرة بالغة البطلان والاستحالة، إذ لو كان