responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 472
عاشراً: وزعم أن الوجود يسير في دورات متطابقة، فهو يكرّر نفسه باستمرار، وجعل وجود الإنسان الأعلى "السوبرمان" هو نهاية دورة الوجود، ليعود بعد ذلك إلى نقطة البداية.
وقال: "إن التكرار الأبدي موعده بعد وجود الإنسان الأعلى، فسيعود كل شيء بالتفصيل الدقيق مرة ومرة، إلى ما لا نهاية له، حتى "نيتشه" سيعود، وهذه الأمة الألمانية التي يعيش بين ظهرانيها، والتي تمجّد الدم والحديد ستعود ... ".
حادي عشر: ويظهر أن الغرور وجنون العظمة قد ضربا دماغ "نيتشه" بعنف، حتى تمثل الربوبية في نفسه، وأوصله ذلك إلى الجنون الحقيقي، فعاش أواخر حياته مجنوناً، ومات جنوناً.

كشف الزيف

ما أظنني بحاجة إلى كشف زيوف آرائه وأفكاره، فهي من الخبط والخلط والتخريف، وإنكار الحقائق، ما يجعل الناظر إلهيا يؤمن بفسادها وبطلانها مباشرة، ولا يحتاج من يكشف له زيوفها.
ومع ذلك فسأقتصر على ذكر كاشفين عامين:
الكاشف الأول: أن "نيتشه" قدَّم آراءه الفلسفية، وضلالاته التخريفيّة، وإنكاراته للحقائق الجليات، أقوالاً ادّعائية تقريرية، غير مقترنة بأي دليل يشهد لها.
فهي لدى التقويم الفكري لا وزن لها مطلقاً.
الكاشف الثاني: يكفي لردّ أفكاره وآرائه أن نطبق عليها ما قاله هو عن الفكر والعقل، وعن عالم الظواهر وعالم الحقائق.
ألم يلغ مبادئ الفكر وموازين العقل؟
إذن: فنصيب أفكاره من ذلك أنها ملغاة، بمقتضى حكمه هو، فهو لا يؤمن ها ابتداءً.

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست