responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 461
السبب الثالث: أنه كلما علا الكائن العضوي في سلم الارتقاء وارتفع، ازداد ما يعانيه من ألم، وأن زيادة معرفته لا تحل من الإشكال شيئاً.

السبب الرابع: أنه لا تكاد الحاجة والألم يسمحان للإنسان بشيء من الراحة، حتى يشعر بالسآمة على الفور، فلا يكون له غنىً عن التسلية.
وكشف علة خطئه في هذين السببين: الثالث والرابع، يستدعي إعادة بيان علة دائه التي سبق كشفها تعقيباً على السبب الأول.
السبب الخامس: أن القتال في الحياة لا ينقطع، إنها بين قاتل ومقتول، حتى إن الكائن الحي قد يقتل نفسه ليبقى النوع.
كشف خطئه هنا
يرجع خطؤه هنا أيضاً إلى رؤيته الناقصة القاصرة للوجود، وللحكمة منه.
إنه لو أبصر أن الحياة الدنيا كلها بمثابة جسر صغير أُعدّ للامتحان فقط. وأن الحياة الأخرى التي ستأتي وراء هذا الجسر، ووراء الفاصل الزمني الذي بعده وهو برزخ انتظار قبل البعث، إنما هي الحياة الأبدية الخالدة بتقدير الرب الخالق.
إنه لو أبصر ذلك لأدرك أن كل ما يجري في هذه الحياة الدنيا ضروري جداً، لاستيفاء شروط الامتحان الأمثل للإنسان.
فهل يصنع الناس امتحاناتهم ومسابقاتهم فيما بينهم دون عقبات ومتاعب، وموجبات جهادٍ وكفاح.
إنه لو أبصر ما جاءت به المفاهيم الدينية الحقة، لأدرك أن الموت لا بد منه في هذه الحياة الدنيا، وأن الحي الذي لا يموت مقتولاً يموت حتف أنفه لا محالة: "كل نفس ذائقة الموت".
ولأدرك أن تمكين القاتل من اتخاذ وسائل لقتل الحي، هو عنصر من

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست