responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 458
ورأى "شوبنهور" أن العلاقة بين الجنسين هي في الواقع النقطة المركزية الخفيّة لكل عمل وسلوك، وهي تتجلى في كل شيء، برغم ما نحاول سترها به من الأقنعة. إنها سبب الحروب، وهي الغاية من السلام، وهي أساس الجد، وهي الغاية من المزاح، وهي الينبوع الفيّاض لمستلمح النكات، وهي مفتاح كل تلميح، ومعنى كل ما غمض من العبارات ... إننا نراها لا تني في رفع نفسها لتكون سيدة العالم سيادة وراثيّة حقيقيّة ... إنها لتهزأ من السيطرة عليها سيطرة تنزل بها إلى منزلة من الحياة ثانوية فرعية.
وقال "شوبنهور":
"يجب أن نعتبر الغريزة الجنسية روح شجرة النوع التي تنمو عليها حياة الفرد ... ولئن أردنا أن نهزم الإرادة هزيمة منكرة لا يكون لها قيام بعدها، فلن يكون لنا هذا إلا في استئصال معين الحياة".
أي: في مقاومة إرادة النسل.
وأفاض "شوبنهور" فيما أسماه إرادة التناسل إفاضة مسرفة.

2- وخبط "شوبنهور" في أودية الأوهام الفكرية، والخرافات التصورية، معللاً بها الوجود وأحداثه بعيداً عن قضية الإيمان بالله، فانتهى به الأمر إلى تقرير أن العالم شرٌّ، وذلك للأسباب التاليات:
السبب الأول: أن الإرادة لا تنتهي مطالبها، وبذلك يظل الإنسان في شقاء مستمر، فما يحققه اليوم لا يرضيه ولا يقنعه، إذ يتجدد لديه مطلب جديد يشقى لتحقيقه من جديد، فهو دوماً ينقل شقاء اليوم إلى الغد.
كشف علة دائه هنا
كان من الممكن أن يكون في يده مفتاح السعادة لو أراد، وأن يتحوّل

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 458
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست