والانفعالات كلها من ثمرات تطوّر المادة، وصفات من صفات المادّة، متى تركّبت بشكل معقّد كالشكل الذي ظهرت به الأحياء.
ولا يقدم المادّيون لإثبات هذا الادعاء أي دليل عقلي أو علمي، لأنهم لا يملكون شيئاً من ذلك، ولم يستطيعوا بعد كل الجهود التي بذلوها أن يقدّموا أي دليل علمي. وما قدموه مجرّد تكهُّن تخيُّلي، ورغبات يريدون أن يكون الواقع على وفقها، ولكن الحقّ والواقع لا تصنعه رغبات الناس وأهواؤهم.
كشف الزيف
هذا الادعاء الذي ادعاه الماديون مرفوض علمياً، من قبل علماء الأحياء أنفسهم.
وذلك لأن القرار الذي انتهى إليه علماء الأحياء بعد تجارب كثيرة ومتنوعة، يجزم بأن المادة الميتة لا يمكن أن تتحول ذاتياً إلى مادة حية، وأن الحي لا بد أن يتولد عن حي أو يشتق من حي.
ولم يستطع العلماء الماديون المتفرغون باهتمام شديد في الشرق والغرب لتخليق أدنى خليه حية وأقلها تركيباً وتعقيداً، أن يتوصلوا إلى تخليق مثل هذه الخلية من المادة، دون أ، يأتي التخليق من حياة سابقة لها.
فالقرار العملي الواقعيّ الأخير: إن الحياة لا تتولد إلا من حياة.
كما كان قد قرّر ذلك من قبلُ، العلماءُ المؤمنون بالخلق الربّاني من علماء الأحياء، مثل: "أغاسيز". وأخيراً العالم الفرنسي الشهير "باستور" مكتشف جراثيم الأمراض.