responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 253
والرابط الوطني شبيه بالرابط الإنساني إلا أنه محصور بحدود الوطن، ومقرون بنزعة حب الأرض.

وحبل الارتباط القومي وحده دون مبادئ وروابط عقدية فكرية ووجداني ومصلحية يقطعه شدٌّ من رابط قَبَلِيّ في اتجاه مضادّ، لأن الرابط القبلي أقوى من الرابط القومي.

وحبل الارتباط القبلي وحده دون مبادئ وعقائد ومصالح، يقطّعه شدٌّ من رابط أسريّ في اتجاه مضادّ، لأن الرابط الأسري أقوى من الرابط القبلي.

وحبل الارتباط الأسري وحده دون مبادئ وعقائد ومصالح، يقطّعه شدٌّ من الأنانية الفردية.
وبالنظر الشامل إلى عناصر الإنسانية وعناصر القومية وعناصر الوطنية، نلاحظ أن دائرة الإنسانية أعم من دائرتي القومية والوطنية معاً، في جوانبهما الإيجابية، فحين تدعو القومية لمقاومة أعدائها من الأقوام الآخرين، تدعو الإنسانية نظرياً إلى التوادّ والتآخي الإنساني. وحين تدعو الوطنية إلى مقاومة أعداء وطنها، تدعو الإنسانية نظرياً إلى التواد والتآخي الإنساني، والتسامح، مع نظرة الوطنية نظرة إنسانية في حدود دائرة الوطن فقط، أي: إن نظرة الوطنية لا تعترف بالفوارق القومية والعرقية والدينية والمذهبية داخل الوطن.

ثمّ إن كل خيوط وحبال الارتباط الوطني والقومي والإنساني يقطّعها شد من رابط ديني لدين رباني صحيح، إذا كان سيره في اتجاه مضاد لاتجاهات مسيراتها.

أما إذا كانت مسيراتها في اتجاه مسيرة الدين الصحيح، أو المذهب الفكري مع مناهج السلوك ومصالح الحياة، فإنها تكون حينئذٍ قوىً موازرة ومدعّمة ومضاعفة من القوة، والإسلام لا يلغيها حينئذ، بل يعطيها من الصلة على مقاديرها بالعدل والإحسان.

فالدين الإسلامي لا يلغي أصول الارتباط الإنسانية، والقومية

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست