والجمهور على توثيق كعب لذا لا تجد له ذكراً فى كتب الضعفاء والمتروكين، وقد اتفقت كلمة نقاد الحديث على توثيقه [1] .
أما "وَهْبُ بنُ مُنَبِّه" فقد روى له البخارى، ومسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى. قال الذهبى فى الميزان: كان ثقة، صادقاً، كثير النقل من كتب الإسرائيليات. قال العجلى: ثقة تابعى، كان على قضاء صنعاء، وقد ضعفه الفلاس وحده، ووثقه جماعة [2] .
... وقال أبو زرعة، والنسائى: ثقة، وذكره ابن حبان فى الثقات [3] ، والبخارى نفسه يعتمد عليه ويوثقه [4] .
وبعد: هذا بعض ما قاله علماء الحديث فى توثيق هذين الرجلين، فهل يحق لأحد أن يخالف هؤلاء الأعلام فى نقد الرجال، وأن يشكك فى سلامة أسلوبهم فى ذلك، أو أن يتهمهم بالغفلة، والاغترار، وهم أهل هذا الفن الذى لا يصلح له إلا القليل من الناس [5] ؟
... ليس معنى هذا أن كل ما رواه هذان العالمان الفاضلان حق لا كذب فيه، بل إن فيه من الكذب ما يخالف شرعنا ولا يقره العقل ولكن لا يعنى هذا أن ننسب الكذب إليهما، فقد يكون الكذب من غيرهما، أو أنهما نقلاه على أنه مما فى كتبهم، وهما يعتقدان صحته، ولم يعلما كذبه لخفاء الثابت والمحرف فى كتب أهل الكتاب. [1] انظر: تقريب التهذيب 2/43 رقم 5666، والكاشف 2/148 رقم 4662، وتذكرة الحفاظ 1/52 رقم 33، وسير أعلام النبلاء 3/489-494 رقم 333، ومشاهير علماء الأمصار 145 رقم 911. وانظر: مقالات الكوثرى ص 32، 33. [2] انظر: ميزان الاعتدال 4/352 – 353، ومشاهير علماء الأمصار ص150 رقم 956، والثقات للعجلى 467 رقم 1786، وتذكرة الحفاظ 1/100 رقم 93، وتقريب التهذيب ص2/293 رقم 7512، وانظر: الإسرائيليات للدكتور الذهبى ص 77. [3] تهذيب التهذيب 11/167 رقم 8654، وانظر: معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبى ص 186 رقم 362. [4] التفسير والمفسرون 1/197، والإسرائيليات ص86. [5] التفسير والمفسرون 1/192.