ويقول عبد الجبار فى أحاديث الرؤية: "ومما يتعلقون به، أخبار مروية عن النبى صلى الله عليه وسلم، وأكثرها يتضمن الجبر والتشبيه، فيجب القطع على أنه صلى الله عليه وسلم، لم يقله وإن قال فإنه قاله حكاية عن قوم، والراوى حذف الحكاية ونقل الخبر" [1] .
... وبقول المعتزلة قال نابتة من المنحرفين بتعارض الحديث مع القرآن، والسنة، والعقل، وصرحوا بوضع الحديث" [2] .
الجواب عن شبهات المعتزلة ومن قال بقولهم فى إنكار رؤية رب العزة جل جلاله
أولاً: إن الأحاديث التى دلت على ثبوت الرؤية تبلغ حد التواتر أخرجها أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد واعتنى بجمعها أئمة من العلماء كالدارقطنى، وأبى نعيم الأصبهانى، وأبى بكر الأجرى وغيرهم الكثير [3] .
وقد نص على تواتر أحاديث الرؤية جماعة من العلماء، منهم الحافظ ابن تيمية [4] ، وابن قيم [5] ، وابن كثير [6] ، وابن أبى العز [7] ، وعبد العزيز الغمارى [8] وغيرهم. [1] شرح الأصول ص 268، وانظر: آراء المعتزلة الأصولية دراسة وتقويماً ص83، والمعتزلة وأصولهم الخمسة ص 127. [2] انظر: أبو هريرة لعبد الحسين شرف الدين ص 68، وما بعدها، وأضواء على السنة ص 231، والأضواء القرآنية 2/299، ودفع الشبهات عن الشيخ الغزالى ص 40، 42، 163، 219، والسنة ودورها فى الفقه الجديد ص 239، ودين السلطان ص 177 وما بعدها وغيرهم. [3] انظر: بيان تلبيس الجهمية فى تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية 1/348. [4] انظر: مجموع الفتاوى 3/390. [5] حادى الأرواح ص 219 - 251. [6] انظر: تفسير القرآن العظيم 2/161. [7] انظر: شرح العقيدة الطحاوية 1/243. [8] انظر: نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص 239 رقم 307، وإتحاف ذوى الفضائل المشتهرة ضمن مجموعة الحديث الصديقية ص 226 - 227.