.. قال المحقق ابن الجزرى: "فلو كان الحديث منصرفاً إلى قراءات السبعة المشهورين أو سبعة غيرهم من القراء الذين ولدوا بعد التابعين، لأدى ذلك إلى أن يكون الخبر عارياً عن الفائدة إلى أن يولد هؤلاء السبعة، فتؤخذ عنهم القراءة، وأدى أيضاً إلى أنه لا يجوز لأحد من الصحابة أن يقرأ إلا بما يعلم أن هؤلاء السبعة من القراء إذا ولدوا وتعلموا اختاروا القراءة به، وهذا باطل، إذ طريق أخذ القراءة أن تؤخذ عن إمام ثقة، لفظاً عن لفظ، إماماً عن إمام، إلى أن يتصل بالنبى صلى الله عليه وسلم [1] .
... وقال أبو شامة [2] : "ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هى التى أريدت فى الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل" [3] أ. هـ.
المبحث الرابع: بقاء الأحرف السبعة فى المصاحف
... يقول الإمام ابن حزم رداً على من زعم أن سيدنا عثمان رضي الله عنه أسقط ستة أحرف من جملة الأحرف السبعة المنزل بها القرآن من عند الله عز وجل.
قال: تلك "عظيمة من عظائم الإفك والكذب، ويعيذ الله تعالى عثمان رضي الله عنه من الردة بعد الإسلام. [1] مناهل العرفان 1/193 - 194. [2] أبو شامة هو: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو شامة المقدسى، الإمام الحافظ المحدث المجتهد الشافعى، المقرئ، النحو، تولى مشيخه الإقراء، والحديث بدمشق. من مؤلفاته: "شرح الشاطبية" و "مختصر تاريخ دمشق" وغير ذلك مات سنة 665هـ. له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ 4/1460 رقم 1157، وطبقات المفسرين للداوودى 1/268 رقم 254، وطبقات القراء لابن الجزرى 1/366، وطبقات الشافعية للسبكى 8/165، وشذرات الذهب 5/318. [3] فتح البارى 8/647، وانظر: الإتقان 1/215 فقرة رقم 1093.