وقد أرسله النبى صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمى [1] إلى البحرين لينشر الإسلام، ويفقه المسلمين فى الدين [2] .
كما استعمله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البحرين فترة ثم عزله، وبعد ذلك دعاه عمر ليوليه فلم يقبل أبو هريرة وقال: "أخشى أن أقول بغير علم، وأقضى بغير حلم، وأن يضرب ظهرى وينزع مالى، ويشتم عرضى" [3] .
يقول الإمام الجوينى: "وهذا مما يتمسك به فى أبى هريرة رضي الله عنه فعمر مع تنزهه عن المداراة والمداجاة والمداهنة، اعتمده وولاه فى زمانه أعمالاً جسيمة، وخطوباً عظيمة، وكان يتولى زماناً على الكوفة وكان يبلغه روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو لم يكن من أهل الرواية، لما كان يقرره عمر رضي الله عنه مع العلم بإكثاره [4] .
... ولم يشترك أبو هريرة فى الفتن التى حدثت بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بل اعتزلها. ولم يفارق الحجاز منذ استعمله عمر على البحرين ثم عزله. ولم يزل يسكن المدينة، وبها كانت وفاته. [1] العلاء بن الحضرمى: صحابى جليل له ترجمة فى: الاستيعاب 3/1085 رقم 1841، واسد الغابة 4/71 رقم3745، وتاريخ الصحابة ص184 رقم 954، ومشاهير علماء الأمصار ص75 رقم 400، والإصابة 2/497 رقم 5642. [2] البداية والنهاية 8/116، وانظر: زاد المعاد 3/692، 693. [3] البداية والنهاية 8/114، 115. [4] البرهان فى أصول الفقه 1/240.