.. والأمثلة على تأكيد السنة الشريفة للقرآن الكريم كثيرة جداً فيما يتعلق بالعبادات من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج، ووسائل ومقدمات تلك العبادات من الطهارة، وكذا تأكيد السنة للقرآن الكريم فيما يتعلق بالمعاملات من البيع، والربا، والقرض، والرهن، والشركة، والوكالة … إلخ، وكذا تأكيد السنة للقرآن فيما بتعلق بالجنايات، والحدود فى الإسلام، وكذا التأكيد فيما يتعلق بالأحوال الشخصية من زواج، وطلاق، وميراث…إلخ وقد استوعب تفصيل ذلك بالأمثلة الأستاذ محمد سعيد منصور فى كتابه (منزلة السنة من الكتاب وأثرها فى الفروع الفقهية) [1] :
وبالجملة فهذا النوع من البيان النبوى وهو التأكيد، يشمل كل جوانب التشريع القرآنى.
ثانياً: بيان السنة لما جاء فى القرآن الكريم ولهذا البيان أنواع [2] منها: 1 - تفصيل المجمل[3] : بمعنى أن يأتى الشئ فى القرآن الكريم مجملاً وموجزاً لا نستطيع
أن نفهم المراد منه إلا بعد تفصيله، فتتولى السنة ذلك التفصيل [4] . [1] انظر: ص 129 - 337. [2] راجع: مراتب البيان فى الرسالة للشافعى ص 21 - 53 فقرات من رقم 53-178، وانظر: البرهان فى أصول الفقه للجوينى 1/39 وما بعدها، وإرشاد الفحول للشوكانى 2/31 - 35. [3] انظر: فى تعريفه لسان العرب لابن منظور 11/128، ومختار الصحاح للرازى ص 47، وانظر: المعتمد فى أصول الفقه 1/293، وأصول السرخسى 1/168، والإحكام للآمدى 2/165. [4] وقد يأتى الشئ مجملاً فى السنة فيبينه القرآن الكريم مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس" الحديث، ثم فسر الله تعالى ذلك وبينه فى سورة براءة بقوله: "فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ" الآية 5 من سورة التوبة، وانظر: البحر المحيط للزركشى 3/489.