.. وذلك يستلزم: أن كل خبر بلاغى - بعد تقرير الله له عليه - صادق مطابق لما عند الله إجماعاً: فيجب التمسك به يدل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [1] فكلمة "ينطق" فى لسان العرب تشمل كل ما يخرج من الشفتين من قول أو لفظ [2] ، أى ما يخرج نطقه صلى الله عليه وسلم عن رأيه، إنما هو بوحى من الله عز وجل [3] .
... ولقد جاءت الآيتان بأسلوب القصر عن طريق النفى والاستثناء، وهذا واضح فى إثبات أن كلامه صلى الله عليه وسلم محصوراً فى كونه وحياً لا يتكلم إلا به، وليس بغيره [4] . [1] الآيتان 3،4 من سورة النجم. [2] انظر: القاموس المحيط 3/277، ومختار الصحاح ص 666، ولسان العرب 10/354. [3] تفسير القرطبى 17/84، 85. [4] تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير لفضيلة الأستاذ الدكتور مروان شاهين ص55