.. وهذا مثالاً لتأكيد ما قلناه: يشتمل باب أوقات الصلاة فى الموطأ برواية يحيى الليثى على ثلاثين حديثاً [1] ،بينما لا نجد منها فى موطأ مالك برواية الشيبانى [2] إلا أربعة أحاديث" [3] .
... وهكذا مرت السنة النبوية منذ عهد النبوة المباركة بمراحل ثلاث حتى ظهور المصنفات الحديثية: [1]-الكتابة [2]-التدوين [3]-التصنيف.
... وفى ذلك يقول العلامة فؤاد سزكين فى "تاريخ التراث العربى" يقول: "فقد مرت مكتبة الحديث بالمراحل التالية:
أ- كتابة الأحاديث: وقد سجلت الأحاديث فى هذه المرحلة فى كراريس الواحد منها له اسم الصحيفة أو الجزء، وتمت هذه المرحلة فى عصر النبوة والصحابة وأوائل التابعين.
ب- تدوين الحديث: وفى هذه المرحلة ضمنت التسجيلات المتفرقة، وتم هذا فى الربع الأخير من القرن الأول للهجرة، والربع الأول من القرن الثانى. [1] انظر: الموطأ برواية يحيى الليثى 1/37 وما بعدها. [2] انظر: الموطأ برواية الشيبانى ص 31 وما بعدها. [3] انظر: مؤتمر السنة النبوية ومنهجها فى بناء المعرفة والحضارة 2/587 - 595، وانظر: توثيق الأحاديث النبوية (نقد قاعدة شاخت، للدكتور ظفر ترجمة الأستاذ جمال محمد نقلاً عن مجلة كلية الدعوة بليبيا العدد 11/694 - 706. ومزيد من الرد على شاخت فى كتابه أصول الفقه المحمدى، انظر: دراسات فى الحديث النبوى للدكتور الأعظمى 2/440 - 456.