وبالجملة "من طعن فى السلف من نفاة القياس لاحتجاجهم بالرأى فى الأحكام فكلامه كما قال الله تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [1] .
الصحابة - رضي الله عنهم - والنهى عن كثرة التحديث:
... بقى من شبهه (النهى عن كتابة السنة) ما زعمه بعض دعاة الفتنة [2] -ومن تأثر بهم من المسلمين [3] من أن امتناع بعض الصحابة عن التحديث ونهى كبار الصحابة عن الإكثار من التحديث دليل على عدم حجية السنة.
... ومما استدلوا به على ذلك الآثار الآتية: [1] مثل محمود أبو رية فى الأضواء ص53-57،وجمال البنا فى السنة ودورها فى الفقه الجديد ص16، وعبد الحسين شرف الدين فى كتابه أبو هريرة ص 134، ومرتضى العسكرى فى معالم المدرسين المجلد 2/44، 45، 64، وعلى الشهرستانى فى منع تدوين الحديث أسباب ونتائج ص 57، 64، وزكريا عباس داود فى تأملات فى الحديث عند السنة والشيعة ص 42 - 48 وغيرهم. [2] كالأستاذ محمد رشيد رضا -رحمه الله- حيث قال: "ما ورد فى عدم رغبة كبار الصحابة فى التحديث بل فى رغبتهم عنه بل فى نهيهم عنه قوى عندك ترجيح كونهم لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث ديناً عاماً دائماً كالقرآن" انظر: مجلة المنار المجلد 10/768. [3] الآية 5 من سورة الكهف. وانظر: أصول السرخسى 2/133.