.. يقول الإمام ابن قيم الجوزية: "وقد اجتهد الصحابة فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم فى كثير من الأحكام ولم يعنفهم كما أمرهم يوم الأحزاب أن يصلوا العصر فى بنى قريظة [1] ، فاجتهد بعضهم وصلاها فى الطريق، وقال لم يرد منا التأخير، وإنما أراد سرعة النهوض، فنظروا إلى المعنى، واجتهد آخرون وأخروها إلى بنى قريظة فصلوها ليلاً، نظروا إلى اللفظ، وما عنف واحداً من الفريقين، وهؤلاء سلف أهل الظاهر، وهؤلاء سلف أصحاب المعانى والقياس [2] .
واجتهد سعد بن معاذ [3] فى بنى قريظة وحكم فيهم باجتهاده، فصوبه النبى صلى الله عليه وسلم وقال: "لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل" [4] . [1] الحديث أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب المغازى، باب مرجع النبىصلى الله عليه وسلممن الأحزاب.. إلخ 7/471 رقم 4119، وأخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الجهاد والسير، باب المبادرة بالغزو وتقديم أهم الأمرين المتعارضين 6/340 رقم 1770 من حديث ابن عمر-رضى الله عنهما -. [2] أعلام الموقعين 1/203 بتصرف. [3] سعد بن معاذ: صحابى جليل له ترجمة فى: الإصابة 2/37 رقم 3204، وتاريخ الصحابة ص112 رقم 504، والاستيعاب 2/602 رقم 958، واسد الغابة 2/461 رقم 2046. [4] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الجهاد والسير، باب إذا نزل العدو على حكم رجل 6/191 رقم 3043، وأخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الجهاد والسير، باب جواز قتال من نقض العهد وجواز إنزال أهل الحصن على حكم عدل أهل للحكم 6/335 رقم 1768، واللفظ له من حديث أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه.