.. وقال الحميدى [1] : سأل رجل الشافعى عن مسألة، فأفتاه قائلاً: قال النبى صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال الرجل: أتقول بهذا يا أبا عبد الله؟ فقال الشافعى: أرأيت فى وسطى زناراً؟ أترانى خرجت من الكنيسة؟ أقول: قال النبى صلى الله عليه وسلم، وتقول لى: أتقول بهذا؟ أروى عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا أقول به [2] ؟
... ومن هنا حث السلف الصالح على التأدب مع السنة المطهرة فيمن دعى إلى التحاكم إليها يقول الإمام النووى -رحمه الله-: "وكذلك ينبغى إذا قال له صاحبه: هذا الذى فعلته خلاف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك أن لا يقول: لا التزم الحديث، أو لا أعمل بالحديث، أو نحو ذلك من العبارات المستبشعة، وإن كان الحديث متروك الظاهر لتخصيص أو تأويل أو نحو ذلك، بل يقول عند ذلك: هذا الحديث مخصوص أو متأول أو متروك الظاهر بالإجماع وشبه ذلك" [3] . [1] الحميدى: هو عبد الله بن الزبير الأزدى أبو بكر المكى أحد الأئمة روى عن ابن عيينة، ومسلم الزنجى، وخلق، وعنه البخارى، والذهلى، وخلق. قال أحمد: الحميدى عندنا إمام، وقال أبو حاتم هو: ثقة إمام، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث مات 219هـ. له ترجمة فى تذكرة الحفاظ 2/413 رقم 419، وطبقات الحفاظ ص181 رقم 400، وتقريب التهذيب 1/492 رقم 3331، والكاشف 1/552 رقم 2721، والتقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لابن نقطة ص 307 رقم 374، وشذرات الذهب 2/45، وسير أعلام النبلاء 10/616 رقم212، والوافى بالوفيات 17/179، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1/138 رقم 33 [2] أعلام الموقعين 2/266، وانظر: مناقب الشافعى للرازى ص 317. [3] الأذكار، باب ما يقول من دعى إلى حكم الله تعالى ص 280.