استعراض شبه النهى عن كتابة السنة عند أعدائها والرد عليها
... زعم أعداء السنة أن العلة الحقيقية فى نهى النبى صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والتابعين عن كتابة السنة هو:
أولاً: أنهم لم يريدوا أن يكون مع كتاب الله عز وجل كتاب آخر. وفى ذلك يقول جمال البنا: "والحق الذى لا مراء فيه أن الرسول نهى عن تدوين أحاديثه. حتى لا يكون مع كتاب الله كتب أخرى، وحديث أبى هريرة صريح فى هذا قال أبو هريرة خرج علينا لرسول الله ونحن نكتب أحاديثه ... وذكر الحديث ثم قال وهذا هو ما فعله أبو بكر عندما أحرق الأحاديث المدونة التى كانت عنده قبل أن يموت. كما أن عمر بعد أن استشار الصحابة فى كتابة السنن ... وذكر الحديث" [1] .
... وبنفس هذه العلة وأدلتها يصرح نيازى عز الدين فيقول بعد اعتراضه على علة الخوف من اختلاط السنة بالقرآن: "وذلك التخوف لم يكن موجوداً من الأساس، بدليل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديث كبار الصحابة، بل كان الخوف كله من أمر آخر ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم وذكره الصحابة أجمعون، وقد قرأنا قبل قليل فى حديث أبى هريرة، وفى الحديث المروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما أراد أن يكتب السنن وهو ألا يكون إلى جانب كتاب الله كتاب آخر، وانشغال الناس بالحديث عن كتاب الله وهذا التخوف ما زال موجوداً إلى اليوم ... ثم يقول فى موضع آخر، وهذا السبب وحده -يعنى ألا يكون إلى جانب كتاب الله كتاب آخر- ملزم بعدم كتابة الأحاديث إلى يوم يبعثون- ولا يمكن لهذا الأمر أن ينسخ أبداً" [2] .
ثانياً: وتارة ثانية يزعم خصوم السنة أن العلة فى نهى النبى صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين، عن كتابة السنة المطهرة هو: أنهم لم يريدوا أن يجعلوها ديناً وشريعةً عامةً كالقرآن الكريم. [1] السنة ودورها فى الفقه الجديد ص 199. [2] إنذار من السماء ص 123، 127.