أما رفض دعاة اللادينية وغلاة الشيعة لهذه العلة بحجة أن تلك العلة تعنى جعل الأحاديث من جنس القرآن فى الأسلوب والبلاغة، وفى ذلك إبطال لإعجاز القرآن الكريم [1] .
... فأقول: ليس فى ذلك إبطال لإعجاز القرآن، بل حفاظاً لهذا الإعجاز بمنهج نبوى طبقة النبى صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، واستوعبه الخلفاء وطبقوه كما فهموه من النبى صلى الله عليه وسلم، لأنه إذا كان هناك من كبار الصحابة من يدرك ويميز بين الأسلوب القرآنى وإعجازه وبين الأسلوب النبوى، فهناك من عامة الصحابة من لا يدرك ذلك، وهذا هو حال جميع الناس فى جميع العصور والأمصار وهذا أمر بديهى لا يجادل فيه منصف.
... فكان من المنهج الربانى فى المحافظة على كتابه العزيز النهى عن كتابة ما سواه فى أول الأمر؛ لأنه متعبد بلفظه فى الصلاة وغيرها، ولا يجوز إبدال حرف منه بآخر؛ فكان لابد من المحافظة على هذا الإعجاز ممن لا يدركه فى زمن النبوة المباركة، وجميع العرب فيما بعد ذلك، وجميع الأعاجم والمستعربين فى جميع العصور. ممن لا يؤمن أن يلحقوا ما يجدون فى الصحف بالقرآن، ويعتقدوا أن ما اشتملت عليه كلام رب العباد. [1] ممن ذهب إلى ذلك توفيق صدقى فى مقالة (الإسلام هو القرآن وحده) انظر: مجلة المنار المجلد 9/515 ومحمود أبو ريه فى أضواء على السنة ص 50، 51، وإسماعيل منصور فى تبصير الأمة بحقيقة السنة ص26، 291، 310، وجمال البنا فى: السنة ودورها فى الفقه الجديد ص199، وعبد الجواد ياسين فى السلطة فى الإسلام ص 244، ومن غلاة الشيعة مروان خليفات فى كتابه وركبت السفينة ص 181، وزكريا عباس داود فى تأملات فى الحديث عند السنة والشيعة ص40،41. وغيرهم من أعداء السنة السابق ذكرهم عند استعراض الشبهة وأصحابها.