وقال يحيى بن سعيد القطان: رأيت الحجاج بن أرطاة بمكة، فلم أحمل عنه شيئًا " [1] .
2_ وروي الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله المبارك [2] ، قال: لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبد الله محرر الجزري الرمى [3] قاضى الرقة _ لاخترت أن ألقاه، ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلى منه" [4] .
ثانيًا: وأما مراعاة المحدثين للعقل في قبول الحديث ورده عند الحديث _ لا عند السماع والتحمل، فيبدو ذلك واضحًا في اشتراطهم العدالة، والضبط في صحة قبولهم للحديث، وتصحيحه.
ومن شروط العدالة بعد الإسلام: البلوغ والعقل، فلا يقبل حديث غير البالغ على الصحيح [5] ، ولا المجنون سواء المطبق والمنقطع إذا أثر في الإفاقة [6] . [1] الدارقطني في سننه كتاب الحدود والديات وغيره 3/ 175 رقم 266. [2] عبد الله بن المبارك: هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي، أحد الأئمة الأعلام وكان ثقة، عالمًا ربانيًا، متثبتًا، صحيح الحديث مات سنة 181هـ. له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 1/ 274 رقم 260، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص 123 رقم 249، والثقات للعجلي ص 275 رقم 876، والثقات لابن حبان 7/ 7، والديباج المذهب ص 212 رقم 261، وطبقات المفسرين لداودي 1/ 250رقم 232، ومشاهير علماء الأمصار ص 227رقم 1564، والفهرست لابن النديم ص 377، 378. [3] عبد الله بن محرر، بمهملات، الجزري، القاضي، متروك، مات في خلافة أبي جعفر. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 528 رقم 3584، والكاشف 1/ 592 رقم 2944، والضعفاء والمتروكين للنسائي ص 148 رقم 348، والمجروحين لابن حبان 2/ 22، والجرح والتعديل 5/ 176 رقم 824، والضعفاء لأبي نعيم ص 151 رقم 118. [4] مسلم (بشرح النووي) المقدمة، باب بيان أن الإسناد من الدين 1/ 131، وانظر: لمحات من تاريخ السنة وعلوم الخديث الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة ص 172 _ 174. [5] انظر: فتح المغيث للسخاوى 1/ 307، وهو الذي حكاه النووى عن الأكثرين، انظر: تدريب الراوي 1/ 300. [6] انظر: فتح المغيث للسخاوي 1/ 307 وما بعدها، وتدريب الراوي 1/ 300.