[2]- حفظه جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم من القتل كما قال عز وجل: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [1] . وإذا فسدت حقيقة القصر؛ فقد فسد المترتب عليها: وهو عدم الاعتراف بحجية السنة المطهرة [2] .
... يقول الدكتور عبد الغنى عبد الخالق [3] : "والحصر الإضافى بالنسبة إلى شئ مخصوص، يحتاج إلى دليل وقرينة على هذا الشئ المخصوص، ولا دليل عليه سواء أكان سنة أم غيرها.
... فتقديم الجار والمجرور ليس للحصر، وإنما هو لمناسبة رؤوس الآى. بل: لو كان فى الآية حصر إضافى بالنسبة إلى شئ مخصوص: لما جاز أن يكون هذا الشئ هو السنة؛ لأن حفظ القرآن متوقف على حفظها، ومستلزم له بما أنها حصنه الحصين، ودرعه المتين، وحارسه الأمين، وشارحه المبين؛ تفصل مجمله، وتفسر مشكله، وتوضح مبهمه، وتقيد مطلقه، وتبسط مختصره، وتدفع عنه عبث العابثين، ولهو اللاهين، وتأويلهم إ ياه على حسب أهوائهم وأغراضهم، وما يمليه عليهم رؤساؤهم وشياطينهم. فحفظها من أسباب حفظه، وصيانتها صيانة له.
... ولقد حفظها الله تعالى كما حفظ القرآن فلم يذهب منها - ولله الحمد - شئ على الأمة؛ وإن لم يستوعبها كل فرد على حدة" [4] .
رابعاً: الدليل التاريخى على تكفله جل جلاله بحفظ السنة كما تكفل بحفظ القرآن الكريم: [1] جزء من الآية 67 من سورة المائدة. [2] السنة الإسلامية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين للدكتور رءوف شلبى ص30،31 بتصرف. [3] عبد الغنى: هو عبد الله الغنى محمد عبد الخالق، نشأ فى أسرة علمية عرفت بالعلم والدين والفضل، ولها نصيب من النسب الشريف، تخرج من كلية الشريعة عام 1935، وحصل على درجة العالمية (الدكتوراه) فى أصول الفقه سنة 1940م، وقد تخرج على يديه أجيال من العلماء الأجلاء. من مؤلفاته: حجية السنة، مات سنة 1983. انظر: ترجمته فى كتابه حجية السنة ص 5-18 بقلم الدكتور طه العلوانى. [4] حجية السنة للدكتور عبد الغنى ص 390، 391.