.. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: "أية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار" [1] ومن هنا كرر الإمام البخارى، حديث أنس فى كتاب مناقب الأنصار.
قال الحافظ ابن حجر: "وخصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل، من إيواء النبى صلى الله عليه وسلم، ومن معه، والقيام بأمرهم، ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، وإيثارهم إياهم فى كثير من الأمور على أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجباً لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجباً للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم والترغيب فى حبهم حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق، تنويهاً بعظيم فضلهم، وتنبيهاً على كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم فى معنى ذلك مشاركاً لهم فى الفضل المذكور كل بقسطه. وقد ثبت فى صحيح مسلم عن علىّ أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال له "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" [2] ، وهذا جار باطراد فى أعيان الصحابة، لتحقق مشترك الإكرام، لما لهم من حسن العناء فى الدين" [3] .
وبعد [1] أخرجه البخارى "بشرح فتح البارى" كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار 1/80 رقم17، وكتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان 7/141 رقم 3784، ومسلم "بشرح النووى" كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلى رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق 1/340 رقم 128. [2] أخرجه مسلم "بشرح النووى" كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلىرضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق 1/341 رقم 78. [3] فتح البارى 1/81 رقم 17.