ومن ذلك ما جاء فى الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم - عليه السلام - حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" [1] أ. هـ.
... ويمكن أن نجمل ما أثاره المحدثون [2] من شبه حول نزوله -عليه السلام- والتى قال بها أعداء السنة واتخذوا منها ستاراً للطعن فى السنة المطهرة ورواتها [3] فى النقاط التالية:
ليس فى القرآن نص صريح فى رفعه إلى السماء بروحه وجسده ليحيا حياة دنيوية يحتاج معها إلى غذاء.
ليس فيه نص صريح على نزوله، وإنما تلك عقيدة النصارى.
أحاديث لم تبلغ درجة التواتر حتى يؤخذ منها عقيدة بنزوله، بل هى أحاديث آحاد مضطربة فى متونها، منكرة فى معانيها، فى معظمها يشتد ضعف الرواة، وليست بمحكمة الدلالة، ولذا أولها العلماء قديماً وحديثاً.
لا يجب على المسلم أن يعتقد أنه حى بروحه وجسده ومن خالف لا يعد كافراً.
نزول عيسى بن مريم -عليه السلام- يتناقض مع حديث "لا نبى بعدى" [4] أ. هـ. [1] البخارى "بشرح فتح البارى" كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم-عليه السلام-6/566 رقم 3448، 3449، ومسلم "بشرح النووى" كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم 1/466، 467 رقم 155 واللفظ له. [2] راجع: المصادر السابقة ص 796. [3] راجع: المصادر السابقة ص 796. [4] جزء من حديث طويل أخرجه البخارى "بشرح فتح البارى" كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بنى إسرائيل 6/571 رقم 3455، ومسلم "بشرح النووى" كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول 6/472 رقم 1842.