فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((أو مخرجي هم؟)) قال: نعم؛ لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم توفي ورقة، وفتر الوحي.
واستمرت فترة الوحي ثلاث سنين، قوي فيها استعداد النبي، واشتد شوقه وحنينه.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «بينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني في حراء» .
وذكر أنه رعب منه، ولكن ذلك دون الرعبة الأولى، فرجع إلى أهله فتزمل، وتدثر (أي تغطى بالثياب) .
ثم أنزل الله عليه قوله - تعالى -: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} {قُمْ فَأَنْذِرْ} {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}
أي قم يا أيها الذي تدثر بثيابه، فأنذر الناس بالقرآن، وبلغهم دعوة الله، وطهر ثيابك من أدران الشرك، واهجر الأصنام.