responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 574
منها، وأما الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإِسلام بنية الفرار بدينه فهي باقية إلى يوم القيامة " [1] وقد صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تفسر حديث مجاشع وغيره، فعن عبد الله بن واقد السعدي رضي الله عنه قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفدٍ كلنا يطلب حاجته، وكنت آخرهم دخولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني تركت من خلفي، وهم يزعمون أن الهجرة قد انقطعت، قال: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفَّار» [2] وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه في مبايعته للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: «أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين» [3] وعن جرير رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين " قالوا: يا رسول الله، لِمَ؟ قال: " لا تَراءَى نَارَاهمَا» [4] وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها» [5].
وهذه الأحاديث تبين أن الهجرة باقية إلى يوم القيامة من بلد المشركين إلى بلد المسلمين، وقد فَصَّل في ذلك أهل العلم، قال ابن حجر رحمه الله: " لا تجب الهجرة من بلد فتحه المسلمون أما قبل فتح البلد فمن به من المسلمين أحد ثلاثة: الأول قادر على الهجرة لا يمكنه إظهار دينه، ولا أداء واجباته، فالهجرة منه واجبة. الثاني: قادر لكنه يمكنه إظهار دينه وأداء واجباته، فمستحبة لتكثير

[1] سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم 3078، و 3079 من صحيح البخاري.
[2] النسائي، كتاب البيعة، باب ذكر الاختلاف في انقطاع الهجرة، 7/ 146، برقم 4172، وأحمد في المسند، 1/ 192، وصححه الألباني في صحيح النسائي 3/ 874، وقال عنه أحمد محمد شاكر في شرحه للمسند وترقيمه 3/ 1671، برقم 1671: " إسناده صحيح ".
[3] النسائي، كتاب البيعة، باب ذكر الاختلاف في انقطاع الهجرة، 7/ 148، برقم 4177، وأحمد 4/ 365، والبيهقي في السنن الكبرى، 9/ 13، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 5/ 31.
[4] أبو داود، في كتاب الجهاد، باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود، 3/ 45، برقم: 2645، والترمذي، كتاب السير، باب ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين، 4/ 155، برقم 1604، وصححه الألباني في إرواء الغليل 5/ 29.
[5] أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الهجرة هل انقطعت، 3/ 3، برقم 2479، وأحمد في المسند، 4/ 99، والبيهقي في السنن الكبرى، 9/ 17، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 5/ 23، وفي صحيح سنن أبي داود 2/ 470، وفي صحيح الجامع الصغير 6/ 186.
اسم الکتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 574
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست