اسم الکتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين المؤلف : الشهري، أحمد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 95
والشورى كما سلف لا تنمو إلا في جوٍ قد تشبع بالقناعة بالتواصي بالحق وأقره مبدأ وتعارف عليه وتآلف إليه، والشورى وهي عرض الآراء وتبادلها للاهتداء إلى أحسنها وهي لا تكاد تخطئ أبدًا، ومن أجل ذلك وتعليمًا للأمة بفضل الشورى أمر الله - سبحانه وتعالى - رسوله بمشاورة أصحابه، رغم أنه كان في غنىً عن ذلك لما يصل إليه من وحي الله وتوجيهاته.
قال - سبحانه وتعالى -: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [1] .
وفي ذلك إشارة إلى أن الشورى قضية هامة تستقبل بها أهوال الحروب، وتُدارُ بها خطط المعارك، وتحل عن طريقها معضلات الأمة وأزماتها.
قال ابن كثير عند قوله - تعالى -: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [2] : "أي لا يبرمون أمرًا حتى يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها" [3] .
ومما لا شك فيه أن انعدام الشورى في جماعة أو أمة تسعى للتمكين وتواجه الحوادث والحروب كفيل بحلول الهزيمة وتمزق تلك الجماعة مهما توافر فيها من قوة واجتماع على قيادة وإيمان وغير ذلك من أسباب النصر. [1] آل عمران: 159. [2] الشورى: 38. [3] تفسير ابن كثير (4 / 127) .
اسم الکتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين المؤلف : الشهري، أحمد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 95