اسم الکتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين المؤلف : الشهري، أحمد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 89
أما ترتب التأييد الإلهي للمجاهدين المؤمنين على صفة الصبر وقيامهم بها وأنها شرط في ذلك، فلقد وضح هذا الأمر غاية الوضوح في غزوة أحد، فلقد وعد الله المؤمنين فيها بالمدد من الملائكة، ووعدهم بزيادة عدد المدد من الملائكة إلى خمسة آلاف ملك في غزوة أحد بالذات، وعين ذلك لهم تعيينًا، وبينه لهم تبيينًا، وعلقه على الصبر والتقوى.
فقال - سبحانه وتعالى -: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [1] ، قال أهل التفسير: {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} أي من غضبهم وسفرهم هذا، فلقد عين الله إذن للمؤمنين المدد في هذه الغزوة تعيينًا واضحًا وأشار إليه، ولكن رغم ذلك لم يحصل المدد لتخلف شرطه وهو الصبر والتقوى.
قال مجاهد وعكرمة والضحاك والزهري وموسى بن عقبة: إن الوعد في الآية متعلق بيوم أحد؛ لكنهم قالوا لم يحصل الإمداد بالخمسة الآلاف من الملائكة لأن المسلمين فروا يومئذٍ؛ زاد عكرمة: ولا بالثلاثة الآلاف لقوله - تعالى -: {إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} فلم يصبروا بل فروا فلم يمدوا بملك واحد (2) [1] آل عمران: 125.
(2) من تفسير ابن كثير بتصرف يسير.
اسم الکتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين المؤلف : الشهري، أحمد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 89