اسم الکتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين المؤلف : الشهري، أحمد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 65
وكذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يحرص على إبعاد كل ما يشوب الإيمان في نفوس صحابته وأمرائهم وسراياهم، فلا يولي إمارة سرية أو ما فوقها من يعلم فيه حرصًا على الإمارة أو استشرافًا لها، وما ذاك إلا لكي لا يختل شرط النصر فينقص الإيمان وتتوجه النية إلى الشرف أكثر من توجهها لنصرة دين الله والإخلاص لإعلاء كلمته - سبحانه -. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدًا سأله ولا أحدًا حرص عليه» [1] .
وبعد كل هذا يتبين لنا أن الوعد الذي قطع الله به على نفسه، وجعله حقًا عليه في قوله - تعالى -: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [2] أن المقصود بـ"المؤمنين" ليس مجرد التسمية لهم بالإيمان، أو ذكر جنسهم أنهم من أهل الإيمان، وإنما المقصود هنا المؤمنون الخُلَّص الذين حققوا الإيمان تحقيقًا، وجردوه لله تجريدًا؛ فهم الذين جعل الله لهم حقًا عليه أن ينصرهم، أما مجرد حصول الإيمان والتسمي به فلا يتناوله هذا الوعد، وليس المقصود في الآية. [1] صحيح مسلم بشرح النووي (4 / 207) . [2] الروم: 47.
اسم الکتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين المؤلف : الشهري، أحمد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 65