ثم يقول معقباً: "إن مثل هذه النصوص وغيرها إن كانت تؤكد شراكة الرسول لله فى أمر الحكم والأمر والنهى، وهو ما يريد تأكيده الفقهاء، فهذا هو الكفر بعينه، إذ معنى هذا الكلام أن الرسول يشارك الله فى خاصية الألوهية. وهذا يعنى: أن الرسول قد منح صفة من صفات الله، وأخذ خاصية من خصائصه سبحانه، وهذا ما قالته اليهود فى عزير، والنصارى فى عيسى" [1] .
...
ولم يقف إفكهم عند هذا الحد، إذ زعموا أن الإيمان بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى البداية لتأليهه.
... يقول أحمد صبحى منصور: "أولى حقائق الإسلام، أنه ليس فيه إيمان بشخص وإنما الإيمان بالوحى الذى نزل على شخص النبى، وليس بشخص النبى البشرى.
يقول تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد} [2] لم يقل آمنوا بمحمد، وإنما آمنوا بما نزل على محمد، أى: الإيمان بالوحى أى: بالقرآن الذى يكون فيه محمد نفسه أول المؤمنين به، أما الإيمان بشخص محمد فذلك يعنى البداية لتأليهه" [3] . [1] دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص53، 54، وينظر من نفس المصدر ص47، وينظر له أيضاً: أهل السنة شعب الله المختار ص81، وينظر: دين السلطان لنيازى عز الدين الفصل الرابع والعشرون بعنوان: لماذا يسعى الطغاة إلى تأليه الرسل؟ ص604. [2] الآية 2 محمد. [3] جريدة الدستور العدد الأول 31/ 12/ 1997، وينظر: مقالاته فى مجلة روز اليوسف العدد 3559 ص38، والعدد 3563 ص35، والعدد 3564 ص21، وينظر له أيضاً الأنبياء فى القرآن ص31، 40، ولماذا القرآن ص33، 34، 50، وحد الردة ص30، ومشروع التعليم والتسامح لأحمد صبحى وغيره ص152.