فمثل هذه الآيات التى تتضمن أن طاعة الله مقترن بها طاعة الرسول، تفسرها آيات أخرى تتضمن أن الطاعة واجبة فقط لله" [1] .
ويجاب عن ما سبق بما يلي:
أولاً: تعسف أعداء رسول الله، فى تأويل كلمة "الرسول" فى كتاب الله عز وجل بأنها القرآن الكريم، دون شخص النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أمر برفضه القرآن الكريم.
وتأمل معى الآيات التالية:
1- قال تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} ([2]) .
فهل يصح من عاقل أن يفسر كلمة الرسول فى الآية بأنها القرآن؟! .
ويكون المعنى: وما محمد إلا قرآن قد خلت من قبله القرآن أو الرسل؟! .
2- وقال عز وجل {ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً} [3] .
فهل يصح من أعداء الإسلام تأويل "ورسوله" بمعنى "وقرآنه" وبالتالى ينكرون ما هو ثابت بالتواتر من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة؟! .
تلك الهجرة التى كانت واجبة قبل فتح مكة، حتى أن الله سبحانه وتعالى نهى عن اتخاذ من لم يهاجر ولياً حتى يهاجر، كما قال عز وجل: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا} [4] فهل حديث القرآن عن الهجرة فى هذه الاية وغيرها، يعنى: الهجرة إلى القرآن؟! .
... [1] إعادة تقييم الحديث ص80، وينظر: الإمام الشافعى وتأسيس الأيدلوجية الوسطية لنصر حامد أبو زيد ص83، 84، والدولة والمجتمع لمحمد شحرور ص155، والحقيقة من الحقائق المسكوت عنها لنيازى عز الدين ص348، وغيرهم ممن زعم أن مهمة الرسول فى رسالته قاصرة على بلاغ القرآن فقط. يراجع: ص 9. [2] 2) الآية 144 آل عمران. [3] الآية 100 النساء. [4] الآية 72 الأنفال.