الله؟ قال الأنصاري بلي يا رسول الله؛ ولا شهادة له. قال رسول الله (
أليس يشهد أن محمداً رسول الله؟ قال بلي يا رسول الله! قال: أليس يصلي؟
قال بلي يارسول الله؛ ولا صلاة له. فقال رسول الله (( (أولئك الذين نهاني
الله عن قتلهم)) . (1)
وقوله (لخالد بن الوليد رضي الله عنه [2] لما استأذن في قتل رجل أنكر قسمته (فقال رسول الله (: ((لا. لعله أن يكون يصلي)) قال خالد: كم من مصل
يقول بلسانه ماليس في قلبه! فقال رسول الله (إني لم أُومر أن أُنَّقب عن
قلوب الناس ولا أشق بطونهم)) [3] والأحاديث في ذلك كثيرة.
فإعراض رسول الله (عن قتل بعض المنافقين مع علمه بنفاقهم وقبول علانيتهم لوجهين:
الوجه الأول: أن عامتهم لم يكن ما يتكلمون به من الكفر مما يثبت عليهم بالبينة، بل كانوا
يظهرون الإسلام، ونفاقهم كان يعرف بعلامات منها، الكلمة يسمعها الرجل المؤمن
فينقلها إلي النبي (فيحلفون بالله أنهم ما قالوا؛ كما قال الله عز وجل: {يحلفون بالله
ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} . (4)
(1) أخرجه أحمد في مسنده 5/432، 433، ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/24، وأخرجه
الشافعي في مسنده صـ 510 رقم 1481، ومالك في الموطأ كتاب قصر الصلاة، باب جامع الصلاة 1 / 256 رقم 84. [2] صحابي جليل له ترجمة في: الإصابة 1/ 413 رقم 2206، والإستيعاب 2/603 رقم 621، واسد الغابة 2/140 رقم 1399 1399 وتاريخ الصحابة صـ 85 رقم 349، ومشاهير علماء الأمصار صـ 39 رقم 157. [3] أخرجه مسلم (بشرح النووي) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم 4/171 رقم 1064، البخاري (بشرح فتح
الباري) كتاب أحاديث الأنبياء، باب قوله تعالى: (وإلي عادٍ أخاهم هوداً) 6/433 رقم 3344 من حديث أبي سعيد
الخدريرضي الله عنه
(4) الآية 74 التوبة.