: مبيناً ما اجتمع فى معاوية من خصال الخير إجمالاً قال: "معاوية اجتمعت فيه خصال: وهى أن عمر جمع له الشامات كلها وأفرده بها، لما رأى من حسن سيرته، وقيامه بحماية البيضة وسد الثغور، وإصلاح الجند، والظهور على العدو، وسياسة الخلق. وقد شهد له فى صحيح الحديث بالصحبة والفقه، فيما رواه البخارى فى صحيحه بسنده عن ابن أبى مليكه قال: "أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه؛ فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفى رواية أخرى قيل لابن عباس: هل لك فى أمير المؤمنين معاوية؛ فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه [1] .
... يقول ابن العربى: "وشهد بخلافته فى حديث أم حرام – رضى الله عنها (2) [1] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر معاوية رضي الله عنه 7/130 رقمى 3764، 3765، وينظر: كتاب مروان بن الحكم إلى معاوية بن أبى سفيان يستفتيه فى مجنون قتل رجلاً. أخرجه مالك فى الموطأ كتاب العقول، باب ما جاء فى دية العمد إذا قبلت وجناية المجنون 2/648 رقم 3، وينظر: أسد الغابة 5/202 رقم 4984.
(2) هى: أم حرام بنت ملحان بن خالد بن حرام بن جندب بن النجار، الأنصارية الخزرجية، النجارية، زوج عبادة بن الصامت، وأخت أم سليم، وخالة أنس بن مالك، ولا يصح لها اسم، وتلقب بالغميصاء، والغمص والرمص، نقص يكون بالعين، وكان للنبى صلى الله عليه وسلم عليها وعلى أختها، من البسط والإدلال مالا يعرف لغيرهما، حتى قيل: إن ثمة محرمية من رضاع وغيره، دعا لها النبى صلى الله عليه وسلم بالشهادة، ماتت فى خلافة سيدنا عثمان رضى الله عنه. لها ترجمة فى: أسد الغابة 7/304 رقم 7411، والرياض المستطابة ص327، 328، والإستيعاب 4/1931 رقم 4137.