فهؤلاء السبئيون في القديم قد عاقبهم الله بالسيل العرم، وجازاهم بسبب كفرهم العنيد الظالم، بعد أن وسع عليهم في الرزق، وعاملهم بعفوه وغفرانه (بلدة طيبة ورب غفور) لكنهم ما رعوا نعمة الله حق رعايتها، فبدلهم الله بجنتيهم الطيبتين جنتين ذواتي أكل خمط، ثم أهلكهم ومزقهم كل ممزق.
وأوضح القرآن أن عقاب الكافرين يحمل غايتين:
الغاية الأولى: الجزاء بالعقاب للكافرين.
الغاية الثانية: الجزاء بالثواب للمؤمنين الصادقين.
فمن ذلك ما قصه الله تعالى من قصة قوم نوح وإهلاكهم وإنقاذ نوح ومن آمن معه، ليتعظ بها قوم محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال تعالى في سورة (القمر/54 مصحف/37 نزول) :
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ