ففي هذا تنبيه قوي على الدليل الكبير الدال على أن الله قادر على أن يخلقهم خلقاً جديداً، فالذي خلق السماوات والأرض قادر على إعادة خلقهم بعد فناء أجسادهم، فلا مجال لاستغرابهم واستبعادهم.
وبعد أنواع ذات مراحل من جدال الذين كفروا حول الآخرة والبعث بعد الموت للحساب والجزاء، وبعد إقامة الحجة عليهم بأدلة مختلفة، لم يكن من فريق منهم إلا الإصرار على موقف الإ، كار، ولم تجد فيهم حجج واضحة ولا براهين دامغة، وقد عرض الله موقفهم المتنعت هذا في أوائل سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول) :
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ * ليَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَائِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي? آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَائِكَ لَهُمْ عَذَابٌ من رجْزٍ أَلِيمٌ}
وموقف الرسول هنا موقف إصرار على الإيمان في مقابل إصرار الكافرين على الكفر.