responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 298
مجال الدراسات العلمية الإنسانية البحتة. إن العلماء قد استنبطوا من الظواهر المادية كثيراً من القوانين، منها مثلاً قانون الجاذبية، مع أن أية وسيلة علمية لا تستطيع أن تحدد كنه هذه الطاقة التي تظهر آثارها، ولا يستطيع العقل أيضاً أن يتصور صورة مادية لها، ولا أحد يقول مع ذلك: إنها مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل.

وبعد هذه المقدمة التي افتراها على الإسلام والمسلمين، قال في متابعة كلامه:

"يقول أصحاب هذا المذهب: إن العقل الإنساني قاصر عن أن يعرف طبيعة الإله، وعن أن يحيط به ولو إحاطة جزئية. إنه عاجز عن تصوره وعن التعبير عن طبيعته، وعّر البعض عن هذا الرأي بقولهم عن الله: (كل ما يخطر في بالك فهو خلاف ذلك) .
وقبل أن نتابع بقية كلامه نقول: هذا كلام لا علاقة له بالمقدمة التي افتراها، فكون العقل الإنساني قاصراً عن تصور ذات الخالق جلَّ وعلا، وعاجزاً عن معرفة كنه هذه الذات، لا يعني بحال من الأحوال أن ذاته سبحانه مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل. جُلُّ ما في الأمر إثبات العجز للجهاز المدرك، علماً بأن العقل عاجز عن إدراك أو تصور كثير من الحقائق العلمية الثابتة في الكون المادي المدروس، حتى إن العقل لم يستطع إلى يوم الناس هذا أن يدرك كنه ذات نفسه، فهل جهله بذات نفسه ينفي وجوده، باعتبار أن هذا الجهل مناقض للمنطق ومتنافٍ مع العقل بحسب دعوى (د. العظم) ؟

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست