responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 193
وحين يلاحظ المنكرون هذه الحقيقة من حقائق الرب الخالق يسقط هذا التوهم من توهماتهم، ويعرفون أن الله على كل شيء قدير، ويعلمون أن وعد الله حق.

على أنهم لو نظروا فيما انتهت إليه البحوث العلمية لرأوا أنها قد أثبتت هذا السجل الكوني الكبير، الذي تسجل فيه الأعمال كلها، والأقوال، وخواطر الأنفس، ووساوسها، ونياتها.
لقد أثبت العلماء أن كل حرف نقوله وكل عمل يصدر عنا يسجل في الأثير، ويمكن عرضه في أي وقت من الأوقات بكل تفاصيله، متى تهيأت الأجهزة القادرة على كشف ما في هذا السجل الكبير، والتحكم بموجاته، فصور كل كائن من القرون الأولى وأصوات كل كائن مسجلة تسجيلاً كاملاً، منذ وجوده حتى آخر وجوده لحظة بلحظة، لا يضيع منه شيء صغيراً كان أو كبيراً، في النور أو في الظلمات، في السرِّ أو في العلن، وأثبتت التجارب العلمية أن جميع أفكارنا وخواطرنا تحفظ في شكلها الكامل وفق تسلسلها، ولسنا بقادرين على محوها أبداً، وإن نسيناها في عقلنا الظاهر أو في مستوى شعورنا، إنها تظل محفوظة أبداً لدينا فيما يسمى عند علماء النفس (ما تحت الشعور) وما هو محفوظ فيما تحت الشعور هو الجانب الأكبر من مجموع المحفوظات في كياننا الإنساني، فالقضية لا تحتاج يوم القيامة أكثر من كشف الغطاء عن مستوى ما تحت الشعور، وعرض شريط صور (فيلم) حياتنا كلها المسجل في الأثير [1] .

[1] تم اختراع آلات دقيقة لتصوير الموجات الحرارية التي تخرج عن أي كائن، وهي تعطي صورة فوتوغرافية للكائن حينما خرجت منه الموجات الحرارية، غير أن هذه الآلات التي تم اختراعها حتى الآن لا تستطيع تصوير الموجات الحرارية إلا خلال ساعات قليلة من وقوع الحادث، أما الموجات القديمة فلا تستطيع تصويرها لضعفها. وتستعمل في هذه الآلات (أشعة انفرارد) التي تصور في الظلام والضوء على حد سواء، ولقد بدأ العلماء في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية استغلال هذا النوع من الآلات في تحقيقاتهم، وذات ليلة حلَّقت طائرة مجهولة في سماء نيويورك، فصوروا الموجات الحرارية لفضاء نيويورك بهذا النوع من الآلات، وأدى ذلك إلى معرفة طراز الطائرة ونوعها، وقد أطلق على هذه الآلة اسم (آلة تصوير الحرارة) .
[من كتاب: الإسلام يتحدى، ص132]
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست