responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 187
بحجة الاستحالة، ولكنها من الممكنات العقلية، وظهور الحياة الأولى أعظم شاهد تجريبي على إمكان الحياة الأخرى، وبعد إثبات الإمكان الفعلي تبقى لدينا مرجحات إثبات الوقوع، وقد رأينا بالأدلة النظرية أن مرجحات إثبات الوقوع مرجحات قوية، فإذا انضمت هذه الأدلة النظرية إلى التبليغات الربانية التي أخبرنا بها رسل الله الصادقون وجدنا أن الحياة الأخرى قضية حتمية لا مناص للعقلاء من الإيمان بها، والتسليم بما جاء عنها من أخبار صادقات.

وقد رأينا أن طريقة القرآن في محاجَّة منكري الحياة الأخرى من الماديين الملحدين، الذين لا يؤمنون بالله، طريقة تتضمن العودة بهم إلى نقطة الخلاف الأولى الأساسية، وهي الإيمان بالله تعالى، فهو يقيم لهم دليلاً مزدوج الهدف، يلفت النظر إلى حقيقة الإيمان بالله تعالى وبكمال صفاته، ويوجِّه إلى أن الخالق الحكيم لا يمكن أن يخلق هذا الكون عبثاً، تنتهي حياة الإنسان فيه بنهاية حياته الأولى. ومتى أدرك المتفكر هاتين الحقيقتين تفتحت مغاليق فكره وفؤاده للتسليم بالحياة الأخرى، كما جاءت بها الأخبار الصحيحة الصريحة الصادقة التي أخبر بها الرسول.

أما طريقة القرآن في محاجَّة الآخرين، فهي تشتمل على النظر في توهماتهم التي استندوا إليها فيما ذهبوا إليه من الرفض، والرد عليها بإثبات الحق المناقض لهذه التوهمات، وقد استقصى القرآن الكريم في مواضع مختلفات توهماتهم وردها واحدة فواحدة بالحجج الدامغة.

وفيما يلي تتبع لهذه التوهمات وللرد القرآني عليها:

* التوهم الأول:
توهم ظهر على ألسنة المشركين أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وخلاصته أن القدرة التي قدرت على ابتداء خلق الإنسان لا تقدر على إعادته.

وقد سلك القرآن في إقامة الحجة على المنخدعين بهذا التوهم طريقين:

* الطريق الأول:
طريق إظهار واقع التساوي بين الإعادة والبدء، وبيان أن شبهة التفاوت شبهة

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست