responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 136
الدينية، لا على أساس قناعات علمية صحيحة، وقد أصبح مخططهم مكشوفاً للعالم، وكتب في كشف مكايدهم محققون من العلماء المتتبعين.
أما ادعاء (العظم) بأن النظرة الغائية للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم وانتشار تفسيراته للظواهر الطبيعية مهما كان نوعها، فهو ادعاء هراء، غير مستند إلى أي أساس نظري أو واقعي. إن الإيمان بالله لا يتعارض بحال من الأحوال مع أي تقدم علمي يُدرسُ فيه واقع حال هذا الكون، وما فيه من طاقات وقوى مشاهدة وغير مشاهدة، وما فيه من نظم وأسباب ظاهرة أو خفية، كما أن المفاهيم الأخلاقية تساعد على ما تقدم المعرفة من جهة، وعلى سعادة الإنسان من جهة أخرى، وضبط سلوكه فيما يحقق للأفراد وللجماعات أوفر نصيب من الخير العيش الرغيد.

ولكن الملحد يكتفي بإطلاق الادعاءات الكاذبة، دون دليل منطقي أو واقعي.

(7)

يحاول الناقد (العظم) كما رأينا الإقناع بنسف الأسس الأخلاقية من جذورها بينما يتظاهر في موطن آخر من كتابه بغيرته على المبدأ الأساسي لأخلاق الاعتقاد، فتعليقاً على بعض آراء (وليم جيمس) الذي رجح جانب الإيمان بالله استناداً إلى المشاعر الإنسانية الداخلية، التي ترجح جانب الإيمان على جانب الكفر، يقول في الصفحة (75) :

"هنا يثبت (جيمس) حق هذا الإنسان بأن يعتقد بوجود الله، استناداً إلى ما توحيه له طبيعته العاطفية حول هذا الموضوع، أي: بالنسبة لجيمس يحق له أن يحسم الأمر باللجوء إلى عواطفه ومشاعره، ضارباً بعرض الحائط المبدأ الأساسي لأخلاق الاعتقاد".

ويتظاهر بحرصه على مبدأ الأمانة الفكرية، وهو مبدأ أخلاقي، فيقول في الصفحة (21) :

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست