responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 134
الأسطوري، ولأنها تعيق تقدم العلم، وانتشار تفسيراته للظواهر الطبيعية مهما كان نوعها، إننا نجد هذا التيار المعادي للنظرة الغائية منذ البداية، عند المفكرين والفلاسفة الذين رسخوا دعائم العلم الحديث، من فرانسيس بيكون، إلى برتراند رسل، مروراً بديكارت، وسبينوزاً، وغاليليو، وداروين، وبافلوف، ودركهايم، وفرويد، وماركس، إلى آخر القائمة الطويلة من الأسماء ".

هكذا، وعلى المستوى من التضليل الغوغائي، أو الحرب (الديماغوجية) وفق تعبيرات الملاحدة الماركسيين، يسير (العظم) في نقده للفكر الديني.
لقد سبق أن برهنا على أن جمهوراً كبيراً من علماء عصر النهضة العلمية الحديثة مؤمنون بالله، ومعترفون بالمفاهيم الأخلاقية التي نبَّه عليها الإسلام أو نادى بها، وذلك منهم انسجام مع النظرة الإسلامية الغائية للكون، ولا يرون في ذلك مخالفة للنظرة العلمية، وإذا استثنينا الملاحدة المعدودين من علماء النهضة العلمية الحديثة، واليهود المدفوعين خصيصاً لوضع النظريات التي تدعم قضية الإلحاد، أمثال دركهايم، وفرويد وماركس فإننا نجد معظم علماء النهضة العلمية الحديثة لا يجحدون الله، ولا ينكرون النظرة الغائية للكون، ولا ينكرون المفاهيم الأخلاقية، بل كثير منهم يؤيد هذه الحقائق ويؤمن بها، ولكن الملحد العميل الذي لا يؤمن بالعلل الغائية ولا بالمفاهيم الأخلاقية، لا يخجل من صناعة التمويه بالأكاذيب والتزويرات والتضليلات الجدلية، التي ليس لها أساس فكري سليم، ولا هي قائمة على احتجاج منطقي مقبول.

إنه يعرض أقواله على طريقة الحقائق المسلم بها، دون أن تقترن بحجج نظرية، أو بشواهد واقعية، ثم يزعم أنها حقائق مسلم بها عند العلماء، ويكتفي بعرض قائمة من أسماء الرجال المشهورين بالعلم والفلسفة، ويحشر في كل مرة أسماء اليهود، الذين وضعوا ما أسموه بنظريات علمية، ولا تزيد في حقيقة حالها على أنها فرضيات صيغت بعناية مقصودة لدعم قضية الإلحاد، ولا يستطيع أن يكتم تمجيدها، وتمجيد كتبهم، وما يسمى نظرياتهم، ولا يخجل وهو عربي العرق أو يبالغ بتأييد المخطط اليهودي العالمي، في هذا العصر الذي تعاني أمته

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست