responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله المؤلف : المطعني، عبد العظيم    الجزء : 1  صفحة : 76
* الصبر والعفو:
ومن أكرم مظاهر السماحة في الإسلام مع أهل الكتاب أن كتاب الله العزيز يأمر المسلمين بالصبر على أذاهم، والعفو عن بذاءاتهم، بل إن العفو يتجاوز حدود المعاملة مع أهل الكتاب إلى غيرهم من المشركين وجميع الطوائف المخالفة الإسلام. ومن توجيهات القرآن الكريم في هذه المجالات قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور} .
وقوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
ومما يُعَد مضرب الأمثال في السماحة ورحابة الصدر، ما أمر الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليواجه به أهل الكتاب، وهو قوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} .
إن كل كلمة في هذا البيان تنم عن خُلُقِ الإسلام الأصيل وموافقة النبيلة من مخالفيه، مهما كان الخلاف. ومهما كان الأذى القولي الموجه للإسلام والمسلمين معاً، لا يقيم وزناً لسفههم وحماقاتهم، يقابل ذلك بصدر رحب، مع سوق الموعظة الحسنة وإيراد الدليل المقنع حول كل مسألة يثيرون الخلاف فيها، إن ديناً هذا منهجه ليلقن الإنسانية جمعاء درساً في الصفح والتسامح الكريم ولن يضيره بعد هذا حقد حاقد، ولا عداء موتور.
* * *

اسم الکتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله المؤلف : المطعني، عبد العظيم    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست