اسم الکتاب : سلم أخلاق النبوة المؤلف : محمود محمد غريب الجزء : 1 صفحة : 92
وضاق صدر الضيف.
إنّه من أبناء القرية. ويعلم أنَّ صاحبة البيت، الذي يسكن فيه الشاب، والتي تسكن بجواره، أرملة سيئة الخلق. وسرعان ما حذَّر الشاب منها. وتبرأ من ماضيها.
تبرأ من الزنا. بل ومن كلِّ النساء - إلا الصالحات.
وهنا مال الشاب إلى يد خادم الضريح وقبَّلها.
لقد دلَّه على صيده.
لقد عاش معها عدَّة أشهر، وكلُّ باب مغُلق على أسراره.
إن شدة القرب تسبِّب الخفاء.
وكما يقولون: الغريب أعمى، ولو كان بصيراً.
ما كان للشاب أبداً أن يعرف ساقطته لولا خادم الضريح. واستنكاره للزنا - غفر الله له - لقد دلَّ الشاب على صيده، وكان سببا فيما جرى.
إن سوء استخدام الخير يُسبّب البلاء، ويوقع في الشرّ.
إنَّ أسماء الله الحسنى فيها أمور متقابلة. فهو - سبحانه - المحيي. المميت. القابض. الباسط. الضار. النافع. الستار. إن ربكم حييّ ستّير يحبُّ الحياء والستر (والحديث رواه أبو داود. والنسائي) ولكن ليس من أسمائه الحسنى "الفضَّاح" (من خواطر أستاذنا الشعراوي) .
وامرأة العزيز ذكرها القرآن قبل حديث النساء عنها، كالقط الوادع.
غلقت الأبواب بنفسها، واختارت أرقى عبارات المراودة.
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} (سورة يوسف 23) .
اسم الکتاب : سلم أخلاق النبوة المؤلف : محمود محمد غريب الجزء : 1 صفحة : 92