responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلم أخلاق النبوة المؤلف : محمود محمد غريب    الجزء : 1  صفحة : 85
- لم تختلف المدارس الإسلامية في وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولكنها اختلفت في طريقة التنفيذ. إلى مدارس ثلاث.
المدرسة المسالمة. وهي مدرسة الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -.
والمدرسة المهادنة. والمدرسة المقاتلة.
ومعلوم ما تحمَّله الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -
من سجن وتعذيب. ومع ذلك لم يحاول إثارة الفتنة. صيانة للدماء،
حفظاً للأمَّة من المفاسد.
وحتى لا يقوي عدوّها بسبب تفرّق الكلمة.
أفتى باستنكار القلب. فقال لعلماء بغداد عندما اجتمعوا عنده يريدون التّبرؤ من الحاكم الواثق.
فقال لهم: "عليكم بالنكرة بقلوبكم. ولا تخلعوا يدًا من طاعة، ولا تشقُّوا عصًا للمسلمين".
وفي طبقات الحنابلة حـ 1 صـ 26 يقول الإمام أحمد:
والجهاد قائم مع الأئمة. سواء برُّوا أو فجروا. والجمعة والعيدان معهم، والحج معهم، وإن لم يكونوا بررة عدولاً أتقياء.
ولا تنزعوا يدًا من طاعة، ولا تخرجوا عليهم بسيوفكم،
حتى يجعل الله لكم مخرجا.
وسوف نتابع الدراسة في فصل "اطمئن أنت مؤمن" - إن شاء الله -
ورأي الإمام أحمد - رضي الله عنه - أنفع للأمَّة، وأقوم.
فإذا كان المنكر لا يزول إلا بمنكر أكبر منه صارت إزالته على هذا الوجه منكرا. والدم لا يغسل بالدم.
ولابن القيم كلام طيِّبٌ في هذا المقام، نذكر بعضه:
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرع لأمته إنكار المنكر ليحصل بإنكاره المعروف.
فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو منكر أكثر منه، وأبغض إلى الله منه، فإنّه لا يسوغ إنكاره.

اسم الکتاب : سلم أخلاق النبوة المؤلف : محمود محمد غريب    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست