الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
إن من أعظم المصائب التي حلت بالأمة في هذا الزمان تركها لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الشعيرة التي هي صمام الأمان لهذه الأمة ومفتاح وحدتها وسعادتها في الدارين كما قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ، يقول ابن عثيمين رحمه الله معلقًا على آخر الآية: (وهذه الجملة تفيد عند أهل العلم باللغة العربية الحصر، أي الفلاح إنما يكون لهؤلاء الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير) [1] .
وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي، قال: «والذي نفسي بيده؛ لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» [2] .
إن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوجب على الأمة عقوبات ربانية ويورث فسادًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا خطيرًا فضلًا عن تسلط الأعداء على رقاب المسلمين. [1] محمد بن صالح العثيمين، شرح رياض الصالحين، 498. [2] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. وفي كتاب وسائل دفع الغربة للشيخ سلمان العودة حفظه الله زيادة المستزيد في هذا الباب فقد أجاد وأفاد سدده الله ووفقه.